هام لكل أبناء الفتح المياميين
لكل من لم ينخرط في فتح ولم يعمل وفق برامجها المستمدة من حال الجماهير وواقعها, ومن لم يقترب من قيادتها وأعضائها ومناصريها فانه حتما يجهل بان تلك الحركة قد جاءت بجهود من عانوا في مدن فلسطين ومخيماتها وقراها, وبان فكرها كان خلاصة لإبداع مشترك بين إقطاعيين وعمال وفلاحين وبأنها عملياتها المسلحة انطلقت بسواعد من كانوا على مقاعد الدراسة في ارقي جامعات العالم, وممن عادوا تاركين رغد العيش في أعظم مدن العالم وغادروا طوعا اعرق ساحاته , وتضافرت جهود كل هؤلاء مع من كانوا في المقاهي من عمال كادحين وروادها من المثقفين, ومن مرتادي مساجد وكنائس يذكر اسم الله فيها .
ان الحركة التي قامت على ركائز هي الاستقلالية وعدم الخضوع أو التبعية والحق في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة, وبان الثورة الشعبية المسلحة هي الطريق الحتمي والوحيد لتحرير فلسطين بما تحمله تلك الثورة من أشكال نضالية أحق ان تدرس بعمق والأكثر جدارة بالانخراط بها.
ان الحركة التي لم تلقى عند انطلاقتها الدعم والتأييد من أنظمة عربية ودولية و تعرضت لمؤامرات وتصفيات بل وحروب عليها من اجل إنهائها بشكل مباشر وما أكثر ذلك , أو بشكل غير مباشر من خلال ما تم خلقه من الحركات والجبهات من اجل مجابهتها ومشاكستها ومحاولة كسرها لمساعدة مموليهم في إنهاء فتح من جهة في و تكريس التجزئة وإضعاف وحدة الفلسطينيين والحيلولة دون وحدة السلاح والنظرية من جهة أخرى إنما هي حركة عظيمة بقادتها وجماهيرها ولم تكن ولن تكون كغيرها من الحركات والجبهات التي ما زالت تلقى الدعم والتأييد لإعاقة تطلعات الفلسطينيين وأمالهم.
ان مثل هذه الحركة هي أحق ان نكون جزءا منها وهي الأحق من غيرها بالالتفاف حولها فلو ان الحزبية والتحزب كانت عنوانا لمن اطلقو الرصاصة الأولى, وكانت التبعية للأنظمة المشبوهة, ولم تكن الجماهير هي الأساس في انطلاقتها ومن اجلهم لما كانت فتح, ولو ان الحركة والثورة لم تكن بوتقة انخرط فيها الأغنياء مع الفقراء, ولم يكن هناك إخاء بين المواطنين والمهاجرين وما بين المسلمين والمسيحيين, لما كانت فتح ولو إننا استمعنا إلى أصحاب اللحى والمسابح الطويلة بان لا نرمي أنفسنا إلى التهلكة لما كانت فتح, ولو لم تكن دماء كل هؤلاء منارا وشعلة للثوار لما استمرت فتح ولو ان الحركة كانت كتابا مفتوحا للأنظمة العربية تملي فيه سياساتها وأجنداتها لما كانت فتح.
دعوة لمن أراد إلغاء الحزبية وإنهائها ولمن يؤمن بالانصهار في بوتقة نحن وإلغاء الأنا, ولمن أراد ان يعيش في وطن حر تسوده قانون المحبة والوئام, ولمن أراد الوحدة والدولة بعاصمتها القدس , ولمن أراد لنفسه ولشعبه العزة ان يأتي لفتح ففيها حتما تتحقق أماني وتطلعات كل الشعب بكافة فئاته وطبقاته وشرائحه وإلا فانه يصر على الإبقاء على التبعية والاحتواء والوصاية ولذا فما عليه إلا ان يرجم نفسه بحجر.